يتميّز هذا الخط باستداراته، فلا يخلو حرف من أقواس، وإن أصل رسوم الخط الديواني تكتب مباشرة بالقلم القصب بعرض قطته خال من رسم التصنيع، ويتم التعديل بقلم أدق حتى في حروفه ذات الأذناب المرسلة الدقيقة وهي الألف والجيم والدال والواو والراء.
غير أن الخطاط المتمرس جيداً يكتب هذا النوع بقلم واحد فيدوره حسب متطلبات الحروف ذات النهايات الرفيعة وكذلك في رسم الألف النازل واللام والكاف وكأس الحاء ومشتقاته والميم وغيرها ذات النهايات الرفيعة.
ومن مميزاته أيضاً أن يكون هناك التقاء الحروف وتلاصقها عبر مسار خط أفقي مستقيم إلا إن بعض الحروف يتحتم عليها الخروج من ذلك المسار لتعطي بعداً أكثر جمالية لمرونة الحرف في هيكلية إبداعية مبتدعة تهفو نحو أفق يكتظ بمفردات واسعة من الأناقة والرتابة والقوام الرشيق.
وهو خط لين مطواع يصلح لأغلب الكتابات وهو مرن في الكتابة مما سهّل الكتابة على الخطاطين.
اختص بالكتابات الرسمية في ديوان الدولة العثمانية، وكتابته تكون بطراز خاص، وخاصة بديوان الملوك والأُمراء والسلاطين وهو كتابة التعيينات في الوظائف الكبيرة، وتقليد المناصب الرفيعة وإعطاء البراءات، وما يصدره الملوك منالأوامر الخاصة وغير ذلك، وأحياناً يكتب به أسماء الكتب والإعلانات.
وقد أجاد الصدر الأعظم “شهلا باشا” هذا القلم وروّج له بالتنقل والارتحال في أنحاء الدولة العثمانية.
وسّمي بالديواني لأنه صادر من الديوان الهمايوني السلطاني؛ فجميع الإنعامات والفرمانات كانت لا تكتب إلا به. وقد كان هذا الخط في الخلافة العثمانية سراً من أسرار القصور. كما تميّز خط الديواني باستقامة سطوره من أسفلها/ وحروفه ملتوية أكثر منها في الأنواع الأخرى.
ويلخّص لنا الأستاذ محمود يازر التركي أحد أقطاب هذا الخط قائلاً: “يلزم على الكاتب عند البدء التقيّد بأقواس الحروف المجموعة والحروف المرسلة، وضبط تراصفها ومراعاة نسبها بين بعضها وهذه الأقواس هي: الباء والجيم والسين والعين وعرقات الفاء والقاف ورؤوس الكاف والنون وتضفيرة اللام ألف وتجميل نهاية الباء ومدّة الهاء في لفظة الجلالة”.
تعليقات
إرسال تعليق